وما أدراك ما الكون، يمتد في السعة والكبر إلى ما لا تدركه عقولنا، وفي الصغر والدقة إلى ما لا تستوعبه أذهاننا، وسنذهب بقارئنا العزيز في رحلة خاطفة عبر الكون الفسيح، لتكون تمهيدا لرحلة لاحقة في الكون الدقيق، ونعني بهذا الأخير عالم الذرة.
يجلس أحدنا في مقعده ساكنا هادئا، ولا يدري أنه في مجلسه يتحرك بسرعة خارقة، يصعب على عقله تصورها، وليس ذلك خيالا ولا تهويلاً، بل هي حركات متراكبة لا حركة مفردة، أولها حركتنا مع دوران الأرض حول نفسها، بسرعة تبلغ 1650 كيلومترا في الساعة، فدورة الأرض مسافتها أربعون ألف كيلومتر، تقطعها في 24 ساعة.