تطور الأسماك إلى زواحف: حقيقة أم خيال

تطور الأسماك إلى زواحف: خيال لا دليل عليه
تطور الأسماك إلى زواحف: خيال لا دليل عليه

يجمع التطوريون على أن الأرض قد أتى عليها حين من الدهر لم يكن فيها إلا الكائنات المائية، وأن كل ما نراه من كائنات برية على سطح الأرض اليوم تطور من الأسماك، فاسألوهم يرحمكم الله: كيف أصبحت الزواحف أسماكاً؟
هذا أمر لا يحتاج إلى كثير نقاش، فقط اسألوهم: كيف تطور جهاز التنفس عند السمكة، والذي يعتمد على استخلاص الأوكسيجين من الماء بواسطة الخياشيم، إلى جهاز تنفس الكائنات البرية، الذي يستخلص الأوكسيجين من الهواء عن طريق الرئتين؟

هل حصل هذا التطور قبل خروج الأسماك من الماء أم بعد خروجها؟
إن حصل قبل خروجها فالسؤال: لماذا ينشأ للأسماك جهاز تنفس هوائي وهي ما زالت تحت الماء؟
ولو حصل هذا التطور بعد خروجها من الماء، فالسؤال: كيف تمكنت السمكة من العيش في الهواء بجهاز تنفسي غير قادر على تنفس الهواء، ريثما يتطور جهازها التنفسي المعد لأخذ الأوكسيجين من الماء، وفيصبح قادرا على استخلاص الأوكسيجين من الهواء؟
اسألوهم واسمعوا إجاباتهم (العلمية!!)، وستسمعون العجب العجاب.

وإليكم نماذج من إجاباتهم أو (أدلتهم) على تطور الحيوانات البرية من أسماك.

تطور الأسماك عند العمري: السر في الزعانف القوية!

في كتابه (لا شيء بالصدفة) وتحت عنوان (أدلة نظرية التطور)، يضع لنا أحمد خيري العمري رسماً توضيحياً لما يفترض أنه يمثل تطور الأسماك إلى كائنات برية، (ص 81)  ونجد في الرسم  سمكة (تيكتالك) التي يعتبرها التطوريون دليلا على حدوث هذا التطور ويزعمون أنها حلقة وسيطة بين الأسماك والحيوانات البرية، وكتب أحمد خيري العمري تعليقاً على هذا الشكل (ص 80):

“لكن أحفورة أخرى عثر عليها في عام 2006 قدمت اكتشافاً أهم بكثير، إذ كانت تعود لمخلوق شبه كامل سمي بـ (تكتالك Tiktaalik ) يملك غلاصم وحراشف وزعانف مثل أي سمكة، ولكن رأسه كان مسطحا مثل رأس التمساح، وزعانفه كانت مزودة بعظام قوية تسمح له بأن تحمل ثقله. وهذه ً الصفات تشير إلى أن هذا المخلوق ربما كان قادرا على الخروج من المياه ولو لفترة قصيرة.”

إذن، حسب العمري، يكفي أن تكون زعانف التيكتاليك قوية تسمح له بأن تحمل ثقله لنستنتج أنه (ربما) كان قادرا على الخروج من المياه ولو لفترة قصيرة، ولكن العمري في الفقرة نفسها، كتب أن التيكتاليك يملك غلاصم، فكيف سيتنفس خارج الماء؟

إن الرسم المرفق مع كلام العمري أقرب إلى الكاريكاتير منه إلى الرسم العلمي، فعلى يسار الصورة سمكة تسبح في الماء، وعلى يمينها حيوان بري يمشي على أربع، وبينهما (التيكتاليك) ترفع رأسها خارج الماء، بغلاصمها التي لا تصلح للتنفس إلا تحت الماء، ولو خرجت لماتت اختناقا خلال دقائق.

يمكن أن نكتب مجلداً في الحد الأدنى من الفروق بين أي كائن برمائي وبين الأسماك، من تشريحها ووظائف أعضائها، فليس الأمر مجرد (زعانف قوية) لتمشي بها على البر، على سبيل المثال، يجب تعديل عظم الحوض ليحمل الأرجل، وتطوير الحراشف لتصبح جلداً، وتغيير حجم الجمجمة بما يناسب حجم الدماغ الجديد، وتطوير العين ليضاف إليها أجفان تحمي عيون الحيوان البري من الغبار على اليابسة، وتطوير جهاز الهضم ليأكل ما يجده الحيوان على البر وهو يختلف عما تأكله الأسماك في البحر، ولا بد فوق ذلك من تعديلات جذرية على الجهاز العصبي ليتحكم بالأغضاء الجديدة، وتعديل جهاز التنفس الذي يعتمد على الغلاصم في استخلاص الأوكسيجين من الماء إلى جهاز تنفس  قادر على أن يستخلصه من الهواء مباشرة. …و..و.. ونسأل التطوريين: هل حصلت كل هذه التغيرات على السمكة قبل خروجها من الماء أم بعد خروجها؟ إن حصلت قبل خروجها فما حاجتها إليها؟ كان الأولى بالاصطفاء الطبيعي أن لا يحتفظ بها (على فرض أنها حصلت) لأنها لا فائدة منها، ولو حصلت بعد خروج السمكة من الماء لماتت السمكة قبل أن تحدث هذه التغيرات المفترضة، فلن تبقى على قيد الحياة أكثر من بضع دقائق لأن غلاصمها لن تستطيع التنفس خارج الماء.

وبعد ذلك، يغضبون إن قلنا عن نظرية التطور خرافة، في الحقيقة هي مجموعة من الخرافات، وخروج الأسماك من الماء لتتطور إلى حيوانات برية هي واحدة من تلك الخرافات، والبقية تأتي إن شاء الله.

وفي الكتاب نفسه في الصفحة 260  نجد النص التالي: 

“الزمان: 400 مليون سنة من الآن.. تقريبًا. المكان: سطح الماء. غير بعيد عن الشاطئ. المناسبة: أول شهقة هواء، خارج البحر. إنها الغوغوناسوس  Gogonasus .سمكة لا يتجاوز طولها نصف متر كانت تمتلك فتحات أعلى رأسها ساعدتها في أن تتنفس الهواء الخارجي، تخرج القليل من رأسها فقط، بحيث تبقى عيناها تحت الماء، تأخذ شهقة من الهواء، ثم تعود. كل ما أرادته وقتها هو المزيد من الأوكسجين. النجاة فقط في مياه ضحلة قل فيها الأوكسجين. ً لكن هذه كانت أول خطوة في الطريق إلى عالم آخر. مختلف تماما.  بالتدريج، جاءت أجيال جمعت بين القدرة على التنفس في الهواء والتنفس في الماء”.ا هـ

من يقرأ هذه السطور يظن أن الكاتب كان موجوداً  قبل 400 مليون سنة، يراقب السمكة عن كثب! بل ويعلم ما تفكر به وتشعر! وما تريد وما تطلب!

لم يقل لنا الكاتب: هل كانت تلك السمكة تملك جهازاً لتنفس الهواء الذي استنشقته مع (الشهقة الأولى)؟ إن كان الجواب لا فما فائدة هذه الشهقة؟ وإن كان نعم فلماذا يتطور جهاز لتنفس الهواء في سمكة تسبح تحت الماء وما خرجت للهواء قبل تلك الشهقة؟

لم يخبرنا الكاتب كيف تطور جهاز تنفس الهواء، كم عدد الطفرات اللازمة (حسب قولهم) ليصبح للسمكة رئتين ثم لتضمر خياشيمها، ثم…ثم…ثم لتصبح حيوانا بريا. وكم عدد الأجيال اللازمة لهذا التطور، وأين الدليل على حدوثه.

وانظروا إلى قوله: “بالتدريج جاءت أجيال تجمع بين القدرة على التنفس في الماء والتنفس في الهواء”.

ومن يقرأ بقية الفصل الذي وردت فيه هذه الحكاية الخرافية، سيجد أن الكاتب يريد أن يقول (وبالتدريج صارت السمكة بشراً سويا).

ومن أجل خداع القراء، وإضفاء صفة العلم على هذه القصة الخرافية، يضع الكاتب خمس روابط لمراجع أجنبية يريد بها الاستشهاد على خرافته، وسيجد القارئ العزيز روابط هذه  المراجع اسفل هذه السطور، ومن يجيد اللغة الإنكليزية فليقرأ محتويات تلك الروابط، وسيجد أن كل ما فيها  مجرد جبل من الأوهام بناه التطوريون على أحفورة لجمجمة سمكة، وجدوا فيها فتحة أعلى رأسها، فصاحوا كما صاح أرخميدس: وجدتها.. هو ذاك.. هذه الفتحة هي الدليل القاطع على أن كل الكائنات البرية التي تجري على أربع وتتنفس الأوكسيجين من الهواء برئتيها،  أصلها أسماك كانت تسبح بزعانفها وتتنفس الأوكسيجين من الماء بخياشيمها.

تطور الأسماك كما يراه عدنان إبراهيم: مغامرة وضربة حظ!!


يقول د. عدنان إبراهيم حرفيا في الحلقة العشرين من سلسلته حول التطور، وذلك عند الحديث عن تطور الحيوانات البرمائية والزواحف من أسماك:

“هذه الفقاريات ليست كائنات نشأت في اليابسة، إنما تطورت من كائنات مائية خرجت من الماء في مغامرة غير محسوبة، والحظ أسعدها، وأمكنها أن تتكيف مع اليابسة شيئاً فشيئاً، وكانت تعود إلى الماء، ولذلك هي أوائل البرمائيات”

أهذا هو العلم الذي يدعيه التطوريون؟  أهذا هو منهجهم العلمي؟؟ (مغامرة غير محسوبة؟؟؟ الحظ اسعدها؟؟؟ كانت تعود إلى الماء؟؟؟؟)، ولم يقل لنا هل تطورت الرئتان قبل (مغامرتها غير المحسوبة) أم بعدها!! وهل تطورت أرجلها قبل أن (يسعدها الحظ) أم بعد أن (أسعدها) !!!!

هذا ليس استثناء، ستجد مثل ذلك (المنهج العلمي!) في كل أدبيات التطوريين وأبحاثهم، بما فيهم زعيمهم ريتشارد داوكنز.
نتحدى كل من يؤمن بنظرية التطور الدارونية، بكل فروعها ونسخها، القديمة والحديثة، العشوائية والموجهة، أن يثبت عكس العبارة التالية:

“لا يوجد أحفورة واحدة لأي سلف مباشر لأي كائن حي يعيش اليوم على سطح الأرض.”


الكاتب: فداء ياسر الجندي